تاريخ الحجامه
عدد المشاهدات :10000
عملية الحجامة
هي عملية سحب الدم من سطح الجلد باستخدام كؤوس الهواء بدون إحداث أو بعد إحداث خدوش سطحية على سطح الجلد في مواضع معينة لكل حالة.
الحَجّم لغة:
المص وسمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضوع الشرط.
الحِجَامَة:
هي فعل الحاجم وحرفته.
المِحجَم:
الآلة التي يحجم بها أي يمص بها الدم وهي أيضاً مشرط الحجام.
تاريخ الحجامة المصريون القدماء:
دعنا نعود بعيدًا إلى الوراء إلى أكثر من خمسة آلاف عام عندما بدأت ممارسة الحجامة وتطورت منذ هذا التاريخ.
لقد بدأت الحجامة في الغرب في مصر القديمة وفى الشرق في الصين ولكن أقدم كتاب طبي في التاريخ والذى يعود تاريخه إلى عام 1500 قبل الميلاد وهو بردية إيبر قد ذكرت الحجامة مما يرجح أن نشأتها كانت في مصر القديمة. كما أن أدواتها قد نقشت على المعابد المصرية القديمة. وقد كتب في بردية إيبر أن الحجامة تستطيع التخلص من الشوائب الغريبة
داخل الجسم والحقيقة أن المصريين القدماء قد وصفوا الحجامة لأغلب الأمراض وعلموها للحضارات الأخرى مثل الحضارة اليونانية.
الصينيون القدماء:
وإذا ذهبنا إلى الشرق الأقصى وتحديدًا إلى الصين وتتبعنا تاريخ الحجامة هناك فإن تاريخها يعود أيضًا إلى آلاف السنين حيث أن الطب الصيني القديم هو واحد من أقدم النظم الطبية في التاريخ وقد شمل العديد من العلاجات منها العلاج بالإبر والعلاج بالأعشاب والعلاج بالموكسا والتدليك. وقد كانت الحجامة تمثل أحد الأركان الأساسية من الطب الصيني وهى تستخدم لإثارة نقاط الإبر الصينية ولزيادة الدورة الدموية والتغلب على ركود طاقة الحياةالمسماة )تشى( في الطب الصيني القديم والتي يعتقدون أنها تسير في خطوط للطاقة وهناك خريطة كاملة للنقاط ولهذه الخطوط وفى الخمسينيات من هذا القرن تم تأكيد تأثير الحجامة والعلاج بالكؤوس من خلال أبحاث علمية طبية تمت بمشاركة علماء من الصين وعلماء من الاتحاد السوفيتي ومن هذا التاريخ أصبحت الحجامة والعلاج بالكؤوس موجودة وتمارس في كل مستشفيات الصين.
الحضارة اليونانية:
نعود مرة أخرى إلى المصريين القدماء حيث قاموا بتعليم اليونانيين القدماء طريقة الحجامة والعلاج بالكؤوس وقد كان أبو قراط ( 370 قبل الميلاد) أحد أهم الأطباء والذى لقب بأبو -الأطباء والذى مازال )قسم الطبيب( عائدًا إليه واحد من ممارسي الحجامة وقد نصح باستخدامها في علاج الكثير من الأمراض وقد كتب )صامويل بيفيلد( عام 1839 قائلاً عن أبو قراط لقد ترك لنا علامات مؤثرة عن أشكال واستعمالات الكؤوس حيث أنه نصح بأن تكون الكؤوس صغيرة القطر ذات شكل كروى وخفيفة الوزن حتى لو كان المرض الذى سوف تعالجه عميق ثم كان )جالن( وهو أحد أشهر الجراحين والأطباء اليونانيين القدماء وقد أثرى الطب بأبحاثه في مجالات وظائف الأعضاء وعلم الأمراض والتشريح وعلم الأدوية والأعصاب. وقد كان واحدً ا من مستخدمي الحجامة والعلاج بالكؤوسوهذا هو )هيرودوت( المؤرخ المعروف والطبيب أيضًا والذى كتب في عام 413 قبل الميلاد العلاج بالحجامة الدامية يحتوى على قوة إفراغ الرأس من الأخلاط الغير مرغوب بهاويقلل الألم من نفس المكان ويقلل الالتهاب ويعيد الشهية ويقوى المعدة ويذهبالدوار
الحجامة عند العرب:
وقد تعلم الإسكندريون الحجامة والبيزنطيون ثم علموها إلى الغرب والإيرانيين. وقد استخدم العرب الحجامة منذ القدم ومنذ أن تعلموها من البيزنطيين والإسكندريين وعندما أتى الإسلام فإن النبي محمد (صلي الله عليه وسلم( قد استخدمها في التداوي وأوصى بها قائلاً إن خير ما تداويتم به الحجامة وكتاب )الطب النبوي( يعتبر واحدًا من أشهر الكتب في الطب الإسلامي والذى ألفه ابن القيم الجوزية وقد ذكر فيه الحجامة كممارسة طبية.
وظلت الحجامة تنتقل كممارسة طبية بين الأطباء المسلمين فها هو )محمد بن زكريا الرازي(865 -925) م( وهو أحد أهم الأطباء والعلماء في التاريخ وهو الذى فرق بين مرضى الحصبة ومرضى الجدري وهومشهور بلقب أبو طب الأطفال وقد ذكر أهمية الحجامة في علاج العديد من الأمراض. ثم أتى الطبيب المشهور )ابن سينا( ) 985 – 1037 ( وهو صاحب كتاب القانون في الطب وقد كان هذا الكتاب هو المرجع الأساسي لجامعات أوروبية في تدريس الطب منها جامعة مونبيلييه الفرنسية ولوفيان واللذان ظلا يدرسانه حتى عام 1650 م. وكتاب القانون في الطب يؤكد أن الحجامة تستطيع علاج أكثر من ثلاثين مرضًامختلفًا.
الحجامة في الغرب:
ثم نتجه إلى الغرب حيث انتشرت الحجامة من خلال المصريين واليونانيين إلى العالم كله وإلى الغرب تحديدًا حيث انتشرت في أوروبا وأمريكا وقد تم ممارستها بنجاح لعدد كبير من الأمراض في القرن الثامن عشر وما بعده وقد تم نشر العديد من الأبحاث والتي أكدت فائدتها العلمية والطبية خلال القرن التاسع عشر حتى أن أشهر الجرائد الطبية الموجودة في إنجلترا وهى جريدة ) لانست ( أو الشفرة قد سميت كذلك نسبة الى الأداة المستخدمة في التشريط لإتمام عملية الحجامة وقد كتب الطبيب والجراح المعروف ) تشارلز كينيدي( في عام 1826 م يقول أن فن العلاج بالحجامة والكؤوس أصبح معروفًا جدًا وأن الفوائد الناتجة عنه قد تم اختبارها ومعرفتها1955 م ( وهو طبيب اسكتلندي – وهذا سير ) آرثر كيث(1866) وزميل الكلية الملكية للجراحين بإنجلترا كتب شاهدًا كيف أن الحجامة قد تمت أمامه وقد شاهد نتائج ممتازة لها.
تاريخ تقنيات الحجامة:
ونترك تاريخ الحجامة بين الحضارات وبين الشرق والغرب لنعود إلى تاريخ تقنيات الحجامة نفسها فقد تطورت تطورً ا كبيرً ا خلال آلاف السنين التي تمت ممارستها خلالها وقد كانت البداية باستخدام قرون الحيوانات في عمل الحجامة وقد سميت هذه الطريقة )طريقة العلاج باستخدام القرون( وقد كان القدماء يقومون باستخدام قرن أجوف يتم تجفيفه وبه فتحة أعلى القرن لعمل الشفط ويقومون بشفط الهواء بأفواههم ثم وضع قطعة شمع أو بعض أعشاب لسد هذه الفتحة للاحتفاظ بالضغط السلبى داخل القرن بعدها تم استخدام كؤوس مصنوعة من )البامبو( وهى من الطرق التي ما زالت مستخدمة حتى الآن حيث يتم إشعال ورقة ووضعها داخل الكأس حتى يتم حرق الهواء داخل كأس البامبو ليتم عمل الحجامة وفى خلال القرن العشرين تم اكتشاف الكؤوس الزجاجية الحديثة والتي من شأنها تمكين الممارس للحجامة من رؤية ما يحدث داخل الكأس وكما أنها مكنته من تلافي احتمالات حرق جلد المريض وكذا مكنت الممارس من إعادة تعقيم الكأس بطريقة سليمة وبعدها تطورت طرق شفط الهواء من داخل الكأس مرة أخرى لتلافي أي احتمالات للمس النار لجلد المريض ففي الفترة ما بين عامي 1930 و 1940 م تطورت طريقة أخرىوهىعمل كأس بصمام أعلى الكأس وعمل آلة شفط يدوية تقوم بشفط الهواء بدون استعمال النار وفى عام 1940 م قامت العديد من الشركات الطبية بإنتاج وبيع هذه الأدوات وفى هذه الأثناء أيضًاً تم اختراع آلة تقوم بتشريط الجلد بطريقة سريعة يدوية مما تساعد على عمل الحجامة بسرعة أكبر والآن أصبح هناك العديد من أنواع أدوات الحجامة والعديد من أنواع الكؤوس نفسها.فقد أصبح هناك كؤوس مصنوعة من البلاستيك تستعمل مرة واحدة فقط وهناك الكؤوس ذات الرؤوس المغناطيسية والكؤوس المطاطية وهى متعددة الأشكال والاستخدامات وكؤوس السيراميك كما أصبح هناك كؤوس بلاستيكية ذات رؤوس مطاطية ذاتية الشفط وكؤوس أخرى ذاتية الشفط عن طريق وجود عجلة في أعلى الكأس كما تم اختراع جهاز كهربائي يقوم بتفريغ الكأس من الهواء واختراع أجهزة تصلح للعيادات تقوم بالسحب الإلكتروني للهواء وبها كاسات خاصة بها وتستعمل خاصة في مجال التدليك باستخدام الكؤوس ) الحجامة المنزلقة ( وأصبح هناك أجهزة كبيرة الحجم والإمكانيات لاستخدامها في مجال التجميل والتخسيس. كما تطورت أيضًاً مجموعات أدوات الحجامة حيث أنتجت الشركات مجموعة أدوات خاصة بالنساء كما انتجت مجموعة أدوات خاصة بالرجال لعلاج مشاكل الانتصاب وأنتجت مجموعة أدوت الحجامة الخاصة بالوجه ومجموعة أخرى تحتوى على العلاج بالأشعة أو بالتنشيط بالتيار الكهربائي إلى جانب كونها تعالج بالحجامة في نفس الوقت ومازال التطوير في هذا المجال مستمرًا.
أحاديث الحجامة
وردت أحاديث صحيحة عديدة في فضل الحجامة:
فقد ثبت عند الترمذي في الشمائل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة وثبت في سنن أبي داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة
وثبتعند ابن ماجه من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: يا محمد عليك بالحجامة وروى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ وقد ثبت في سنن أبي داود عن أبي كبشة الأنماري قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه ويقول: من أهرق من هذه الدماء فلا يضره ألا يتداوى بشيء لشيء فقد احتجم صلى الله عليه وسلم على هامته أي: رأسه وبين كتفيه وثبت أنه احتجم صلى الله عليه وسلم على قدمه روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِم مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ بِمَا يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍوعند أبي داود وابن ماجة عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثَلاثا فِي الأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ .
عند أبي داودِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهَِّ صلي الله عليه وسلم: احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ وثبت في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله أن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فأمر صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها فقال جابر: حسبت أنه قال )أي أبو طيبة ( كان أخاها من الرضاعة أوأنه كان غلامً ا لم يحتلم ) .
مواقيت الحجامة:
وفي سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من احتجتم لسبع عشر وتسع عشر وإحدى وعشرين كان شفاءً من كل داء وثبت عند الترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبعة عشر ويوم تسعة عشر ويوم إحدى وعشرين عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهَِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أو تِسْعَةَ عَشَرَ أو إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ رواه ابن ماجةفي سننه وكان أحمد بن حنبل يحتجم في أي وقت هاج عليه الدم وأي ساعة كان ما روي من أحاديث تندب الحجامة في أيام الاثنين والثلاثاء والخميس وتنهى عنها أيام الأربعاء والسبت والأحد فقد ضعَّفها الحافظ ابن حجر في الفتح (12 / 256 )حيث لا يوجد تناقض بين أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم ويدعمها قوله صلى الله إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين « : عليه وسلم)سنن ابن ماجه الطب – 3469 ( وهذا الحديث الشريف يدل على عدم صحة الأحاديث التي تنهىعن معظم أيام الأسبوع: السبت والأحد والأربعاء والخميس والجمعة.